يقال إننا وصلنا للقرن الواحد والعشرين ويجب أن نتطور إلى الأمام ..نعم إلى الأمام...لكن الأمام عندنا انقلب مفهومه وأصبح عندنا محدوداً بحفرة نقع فيها شيئا فشيئا... كلما تقدمنا كلما زاد عدد القاطنين في هذه الحفرة التي سعتها لا تقف عند حد معين نقع فيها من خلال الظواهر التي تتزايد بشكل كبير ...فالكتابة على الجدران العامة.. ظاهرة قديمة ولكنها تطورت مع الزمن وأصبحت جزءا من حياتنا ....لا يمكن الاستغناء عنه...
هذه الآفة تمثل في نظر بعض المتهورين أو الشباب قليلي الوعي والفهم بأنها مجال للحرية بحيث أنهم وفي هذه الأماكن يستطيعون أن يعبروا عن ما في داخلهم من نزوات شيطانية وأفكار متخلفة ومعظم الكتابات تكون فقط لمجرد الكتابة بدون أي هدف أو معنى وطبعا هذا دمار للأماكن العامة
وإذا قلنا الأماكن العامة فهذا يعني واجهة البلد عامةً (( المواقف الرسمية – المشافي- المدارس – الجامعات – السجون – إلخ ))
قد نجد عند بعض الناس عذرا لكتاباتهم هذه حيث أنهم لم يدخلوا المدارس والجامعات ولكن أين العذر للمثقفين ..هل علمتنا مدارسنا أن نعبر عن مشاعرنا في الشارع ؟! هل علمتنا جامعتنا أن نكتب مذكراتنا على جدارها ومدرجاتها ومقاعدها ؟! هل علمنا الحب أن نعبر عنه بكتابات ورسومات عشوائية على جدار (( دورات المياه )) ؟! هل تعتبر الكتابة هنا عند البعض باب من أبواب التواضع أم ماذا ؟!! هل عذرنا أننا مثقفون كفاية وما يدور في أفكارنا لا يمكن إيصاله للآخرين إلا بهذه الطريقة المخجلة ؟!!!

قد لا تحتاج هذه الآفة إلى الشرح إذا وجدت الصور لأن الصورة غالبا ما تتكلم لدرجة أنها تكاد تعبر عن مضمونها بالبكاء على الواقع الذي نعيشه :
 

هذه الصورة مشهورة ومعبرة ولا داعي للشرح

ما رأيكم أن نذهب في رحلة إلى الجامعة ونرى ما يكتب هناك من عبارات غزلية وترفيهية ومضحكة للغاية :

هنا نقاش مطول بين مجموعة من الطلاب الجامعيين
 

مذكرات سامر و أبو وسام ومحمد وأبو حيدرة (( طبعا منوجهلن تحية ))
 

طالب جامعي بحب إيمان بس هي للأسف ما بتصدقو وحابب كل العالم يعرفو محبتو إلها
((ونحنا بدورنا منئول لإيمان: الشب بحبك وحاجتك دلال))
 

طالب جامعي مجروح من الحب ((الله يكون معو))
 

شلة جامعية مهزومة ((مندعيلن ينتصرو))
 

ونحنا كمان منحب علوئة ((محبوب ريتو يسلملي))
 

إيمان مزعلتو لصاحبنا لدرجة كبيرة
 

بشارة حلوة : تصالح صاحبنا مع إيمان وصارت حبيبتو الوحيدة
((مندعيلن بدوام الرضى))
 

غسان أبو أحمد مسافر للسعودية ((الله يحفظو وين ما راح))
 

أبو لطيف تعبان كتير((ونحنا بدورنا منقول طول بالك الحب بدو عذاب))
 

أبو عبدو يمكن تخرج ومن كتر مو زعلان ما عم يعرف يكتب
((مندعيلو يلائي شغل))
 

قد احترقت كمرتي المتواضعة ولم تستطيع التقاط المزيد من الصور المنتشرة هنا وهناك .... من المسؤول برأيكم عن هذه الظواهر هل يمكننا إلقاء اللوم على الدولة ؟؟ أم نلقي اللوم على الواقع ؟؟ أم نلقي اللوم على أفراد المجتمع العربي ككل ؟؟
أترك لكم الاختيار لأنني ومع الأسف الشديد لم أجد الجواب الشافي !!

بقلم الزميل : أحمد الدالي

للتعليق على الموضوع يمكنكم زيارة صفحة المقالة في المنتدى من هنا

إذا كانت لديك الهواية أو الرغبة بإرسال مقالة مصورة للنشر في هذا القسم
 يمكنك مراسلة إدارة الموقع من هنا